حققت باكستان بالتعاون مع واشنطن اختراقا مهما في الحرب على الإرهاب بتأكيد مقتل زعيم حركة طالبان بيت الله محسود في قصف صاروخي بمقاتلة أمريكية من دون طيار الأربعاء الماضي. وقضت الزوجة الثانية لمحسود في الهجوم بالإضافة إلى عدد من مرافقيه. وأفادت مصادر قبلية لـ«عكاظ» أن محسود أصيب بجرح بالغ في رأسه ونزف كثيرا من الدماء، ورغم محاولات تعويضه بالدماء إلا أنه توفي. وأفصحت أن مجموعة منشقة عن طالبان تعرف باسم «مجموعة الصحوة» وشت به لدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية وأبلغتها عن مكان وجوده حيث كان يزور زوجته الثانية في مدينة زانجار. وأشارت المصادر إلى أن محسود دفن أمس في قرية مارجوسه في وزيرستان، وهدد أنصار طالبان بالانتقام لاغتياله. فيما عقد مجلس شورى الحركة أمس اجتماعا في وزيرستان لاختيار خليفة محسود. ومن أبرز المرشحين لخلافته مولانا حكيم الله المتحدث باسم طالبان، ومولانا عظمت الله ولي الرحمن. من جهته، طالب وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك الذي أكد مقتل محسود أنصار طالبان بتسليم أسلحتهم وإنهاء التمرد، مهددا بأنهم سيواجهون مصير محسود.
ورغم أن مقتل محسود يمثل انتصار كبيرا لباكستان وهزيمة لطالبان، فإن مصادر قبلية حذرت من أن المرحلة المقبلة قد تشهد سلسلة من الأعمال الإرهابية الانتقامية.
ويتهم محسود بأنه يقف وراء عدد كبير من العمليات الانتحارية منذ يوليو 2007، ورصدت واشنطن مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لاعتقاله حيا أو ميتا، في حين وعدت إسلام آباد بتقديم 615 ألف دولار من أجل ذلك.
وتشكل وزيرستان القبلية المتاخمة لأفغانستان معقلا لحركة طالبان الباكستانية بزعامة بيت الله محسود. ورغم معارضة إسلام آباد المعلنة للقصف الأمريكي لمعاقل طالبان في منطقة القبائل، إلا أنها تنفست الصعداء وأبدت ترحيبا استثنائيا بعملية الأربعاء الماضي. إذ قصفت واشنطن بانتظام في الأشهر الماضية منطقة وزيرستان.
يشار إلى أن محسود 35 عاما نجل داعية سني، تلقى علومه في مدرسة قرآنية، وتوجه إلى أفغانستان منتصف التسعينيات للقتال إلى جانب طالبان في الحرب الأهلية، قبل أن يعود إلى باكستان لزعامة الحركة.